dimanche 29 mars 2020

شهر افريل ... معركة الحسم. مقال رائع....

بقلم شكري بن عيسى
شهر افريل.. معركة الحسم

اليوم مر اسبوع كامل على الحظر الصحي الشامل.. ولا بد من تقييم الوضع الحالي واستشراف المستقبل.. الاسبوع القادم والاسابيع الذي بعده يعني كامل شهر افريل.. 

#اولا، لا بد من الاشارة انه هناك عديد العناصر الايجابية خلال هذا الاسبوع برغم خروقات الخطر وبرغم نقص السميد والواقيات والاحتكار، فالامن تقريبا موجود ولا توجد عموما سرقات وغيرها، كما ان المواد الغذائية والخضر والغلال موجودة، والمخزون يكفي لمدة طويلة مع استمرار عمل مصانع التغذية العامة والعمل الفلاحي، فالاساسيات من أمن وغذاء متوفرة

#ثانيا، في خصوص وباء الكرونا، برغم الارتفاع في عدد الاصابات التي تجاوزت المئتين والموتى، وبالرغم من الارتفاع المنتظر الاسبوع القادم ليتضاعف العدد، فان عدة امور مطمئنة، لعل اهمها وضع منظومات لاستيعاب الحالات، على راسها التحاليل التي سترتفع وبالتالي ستشمل كل من يطلب تقريبا، وثانيا توفر التجهيزات من الفحص الذي وصلنا من الصين بعدد 20 الف واسرة الانعاش بعد موجة الدعم، وتوفير أكثر من 100 مليار من البنوك ستخفف المشاكل، زيادة على دعم الدولة الصيدلية المركزية بـ300 مليار والتقدم المبكر في تصنيع وطلبيات الكلروكين سيكون له فائدة هامة جدا

#ثالثا، نحن في تونس برغم التاخر في الحظر الشامل وغلق الحدود وغيرها، الا اننا كنا الى حد ما ضمن المعايير المستوجبة، واستفدنا من عدة اعتبارات لعل اهمها:
- أن الوباء وصلنا متأخرا بعد تجاوز شهر ديسمبر وشهر جانفي وشهر فيفري، بصعوبتهم وحدتهم وبرودتهم وظلمتهم وتاثيرهم السلبي حتى على النفسية،
- تجنبنا الصدمة والانهيار ذلك اننا عاشنا انتشار الوباء في عدة دول
- استفدنا من التجارب في عديد الميادين
- اليوم التجارب نحو اكتشاف العلاج او تثمين ادوية مستعملة تحقق الى حد كبير
- اقتربنا اليوم من الصيف وهذا ايجابي جدا، فالوباء لا ينتشر في الحرارة المرتفعة، وكما لاحظتم في النصف الجنوبي للكرة الارضية العدوى ضعيفة، لان الفيروس يموت في حرارة تناهز 45 درجة، والشمس من اكبر اعدائه فهي مطهر اساسي ضده،
- في اطار الوصول المتأخر للوباء لم نجد مشكل في اغلاق الحدود لان العالم في اغلبيته بطبيعته غلق حدوده
- استفدنا من انتصار الصين على الوباء وهذا فيه معطيين معطى بسيكولوجي يعطي امل بالخلاص وبان الوباء ليس فتاكا بدرجة عالية ومن ناحية اخرى
- فالصين كانت سباقة في المساعدات الطبية والتكنولوجية والعلمية والتجربة

#رابعا، نحن اليوم في تونس في مفترق طرق جدي، من ناحية حققنا استقرار وتامين عديد الامور، ومن اخرى المستقبل بعد اربعة اسابيع سيكون هناك انفراج، ومن ثالثة هناك صعوبات نفسية بدأت تظهر اليوم لغياب الرؤية، وبداية ظهور نوع من الصعوبة في التأقلم مع الانعزال، والمخاوف حد الهلوسة من حصول العدوى، وحتى المشاكل داخل نفس العائلة من كثرة الاحتكاك والاكتضاض داخل البيت، في الوقت الذي سيسجل منحى العدوى والموتى ارتفاعا عاليا سيزيد من المخاوف والارتباك، واليوم لا بد من التحضّر نفسيا من ناحيتين:

1- انه من الطبيعي انتظار ارتفاع في العدوى والموتى لان منحى الوباء سيكون تصاعدي في ضارب تقريبا 1,2 وبالتالي فالوصول الى قرابة 3000 حالة او اكثر منتصف افريل هو امر طبيعي

2- الاجراءات التي تم تطبيقها للعزل ستعطي نتائجها بعد اسبوعين في المعدل، وبالتالي لا بد اليوم من التحضر نفسانيا بان هناك انفراجا أواخر أفريل وعليه فلا يجب التأثر بما سيحصل قريبا والنظر الى الامل القادم، وتحمّل مشاق الانعزال في سبيل الوصول الى نقطة الامان، فالتضحية تصبح مقبولة ومستساغة اذا بانت تطورات الوباء ونافذة الضوء القادمة،

3- في هذا الخصوص لا بد من تغيير نمط العيش الاسبوع القادم، للحفاظ على اللياقة البدنية والاستعداد النفسي، وخاصة المحافظة ودعم المناعة البدنية، لمقاومة العدوى ان حصلت لا قدر الله، فلا يجب الاستمرار بحالة الخمول والكسل، ويستوجب برمجة والتخطيط لليوم صباحا وعشية ومساءا، والقيام بحركات بدنية ومشي حتى في مكان ضيق لان البدن يفقد قوته والارادة تنكسر مع الخمول وهذا يؤثر سلبا على النفسية وقوة المناعة، واضافة لذلك فلا بد للبعض بالبقاء اليوم لنصف ساعة او اكثر في الشمس التي تقتل الفيروسات في البدن وعلى الملابس ومن اخرى تعطي الفيتامين د، والا فان البدن سيصير لنوع من الهزال الذي يضعف قدراته المختلفة، وفضلا عن ذلك فلا بدمن التنفس العميق لدة دقائق كل يوم فالاكسيجين يجدد الخلايا ويحييها ويرفع التركيز للمخ شرط التوازن وتحقيق ارادة القوة الضرورية للصبر، دون نسيان الخضر والغلال والموسيقى لتحقيق تغذية الروح الى جانب تغذية البدن والعقل

نحن اليوم في فترة حساسة مثل الجيش الذي يتقدم والخصم يقاوم ويكبد الجيش عدة خسائر لان الخصم يلعب كل اوراقه، فلا يجب ان نتقهقر لان الخصم شن هجمته الحاسمة، فالخصم بصدد استنفاذ كل ما يملك لينتهي بعد امد قريب، ولذلك فلا بد من استمرار المعنويات والتمترس، ولا تنسوا ان المدد قادم من "حليف" صلب: الصيف، الخصم الاكبر للفيروس المرتبك من وصوله 

هذه الفترة تسمى فترة الصبر والمحافظة على المعنويات والصمود résilience من أجل النصر الحاسم 

فلم يعد يفصلنا سوى صبر ساعة هي بضع اسابيع ستمر سريعا لو تحضرتم لها معنويا !!


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Blog Archive

Fourni par Blogger.

Disclaimer

Articles les plus consultés

أرشيف المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *