نقلا عن جريدة الشروق
شهادة مرب من رمادة :» عديد التلاميذ يحملون الفكر المتشدّد وغياب الثقافة
وراء الارهاب»
وراء الارهاب»
الوقاية من الارهاب عبر تعزيز الحوار والمواطنة في المدارس
كشفت الاحداث الارهابية المتعاقبة ان التلاميذ والطلبة في مرمى الارهاب وان العديد من المتورطين في جرائم» داعش «هم من بين هذه الفئة اليافعة التي وقعت في شراك هذا التنظيم الدموي.
تونس ـ الشروق:
بما ان التصدي للإرهاب لا يكون امنيا فقط فما الذي اعدته مؤسساتنا التربوية لحماية الاجيال القادمة من هذه الآفة حتى لا تبقى تونس اول بلد مصدّر للإرهابيين في العالم ؟
اشار تقرير امريكي نُشر مُؤخرا أن أكثر المقاتلين الاجانب في صفوف «داعش» هم تونسيون وأن عددهم يفوق الخمسة آلاف مقاتل. وتشير الاحداث الاخيرة في بن قردان ان «الدواعش» الذين اعتدوا على بلادهم يحملون جنسيات تونسية وان اعمارهم تناهز اعمار الابطال من القوات المسلحة الذين يتصدون لهم...بل لعلهم درسوا في نفس المعاهد وتلقوا نفس البرامج قبل ان يفرّق الارهاب بين ضمائرهم.
كشفت التحقيقات عن وجود شبكات تختص في تسفير هذه الفئة مقابل مبالغ مالية هامة ومتفاوتة وهناك ارهابيون متخصصون في» دمغجة « التلاميذ واستقطابهم مستغلين انقطاعهم المبكر عن التعليم وظروفهم الاجتماعية الهشة وتكونهم المعرفي المحدود. وقد بينت التحقيقات الدور الذي يلعبه هؤلاء اليافعون في التنظيمات الارهابية بسبب اندفاعهم وسهولة التلاعب بعقولهم.
هجرة الى» داعش»
«الشروق» تحدّثت الى مرب من منطقة رمادة التي شهدت رحلات جماعية الى «داعش» في الاشهر الاخيرة يقول المربي ان عددا لا باس به من التلاميذ الذين درّسهم في هذه المنطقة يحملون افكارا دينية متشددة وهو ما لاحظه من خلال حواره معهم مضيفا ان المنطقة لا تضم دور سينما ولا مؤسسات ثقافية ولا أي فضاء للتثقيف والترفيه من شانه ان يؤطر التلاميذ ويبعث فيهم فرحة الحياة. ولاحظ ان العديد منهم يعتبر ان قضاء ساعات مع مهربين وكسب حفنة من الدنانير انجع من متابعة حصة رياضيات او فيزياء. واعتبر ان تدخل الدولة والمجتمع المدني اصبح ملحا لخلق ثقافة الحياة ودحض ثقافة الموت. ودعا الى تعاون كل مكونات المجتمع لاحتضان التلاميذ قبل وقوعهم في شراك الارهاب. بداية من الاسرة والمدرسة وصولا الى الاصدقاء والجمعيات والساسة..
محاربة الارهاب...
اجمع المختصون الذين تحدثنا اليهم ان جهود مواجهة آفة الارهاب عبر المعالجة الأمنية وحدها لا تكفي بل انها قد تعمّق هذه الظاهرة إذا لم تكن معتمدة بالتوازي مع المقاربات الثقافية والاجتماعية والسياسية والتربوية .فالمراهنة على الأجيال القادمة لبناء مجتمعات سليمة من اهم المشاريع التي على بلادنا العمل عليها بجدّية. ومن بين هؤلاء السيد جلال الحبيب مكلف بمهمة بوزارة التربية الذي ذكر ان «وزارة التربية استبقت الاحداث الارهابية وذلك من خلال القيام بتشخيص حقيقي لواقع المؤسسات التربوية الى جانب الانطلاق في انجاز اول الخطوات في مسار اصلاح المنظومة التربوية اولها صيانة البنية التحتية لهذه المؤسسات ضمن شهر المدرسة وهو اجراء تم اعتماده لتوفير فضاء ملائم للدراسة بالنسبة الى التلاميذ عبر وجودهم في فضاء مريح الى جانب اعادة الاعتبار الى الأنشطة الرياضية والثقافية في المؤسسات التربوية» اجراءات اعتبرها المسؤول كفيلة بان تغيّر مشاعر نفور التلاميذ من التعلم وربط صلة جديدة بفضاء اعتبر في السنوات الاخيرة غير جالب للتلميذ.
مراجعة البرامج..
وواصل المسؤول بوزارة التربية حديثه بالقول ان الزمن المدرسي الجديد الذي سيتم اعتماده خلال السنة القادمة وقد تمّ تحديد ملامحه بصفة ستجعل مساء الاربعاء والجمعة مخصصة للأنشطة الثقافية والرياضية . وبالتالي فان الدروس ستتوقف على الساعة الرابعة مساء لفتح المجال لدروس الدعم وسائر الانشطة التي يقبل عليها التلاميذ من نوادي وتنشيط واعتبر ان الزمن الدراسي له تأثير كبير على نفسية التلميذ وبالتالي على اقباله على التعلم وهو ما من شانه ان يحد من نسب الانقطاع الدراسي حسب رأيه.
وذكر انه بالإضافة الى ذلك انطلقت اللجان في مراجعة البرامج لتحديدها وارساء مشروع مجلس المؤسسة في كل مؤسسة تربوية. علما وان مجلس المؤسسة بلغ مرحلة وضع اللمسات الاخيرة وسيتيح فرصة للتحاور بين المربي والولي والتلميذ واطار التربية حول كل القضايا التي تهم المؤسسة التربوية والمتعلّم منها قضايا الارهاب. واعتبر ان المجلس سيقلّص من بعد الفضاء التربوي عن المجتمع واقتصار دوره على اسناد الاعداد واعتبر ان اغلب قضايا العنف المدرسي تحوم حول مشكل الاعداد والمعدّلات معتبرا ان العنف يعدّ احد مظاهر الارهاب..
دور تشاركي
ولاحظ السيد جلال الحبيب ان التصدي للإرهاب ليس دور وزارة التربية فقط بل انها مسؤولية مشتركة مع الاسرة والمجتمع المدني والامن والاعلام واعتبر ان الدعوة ملحة لكل الاطراف حتى تتقارب للتصدي لهذه المعضلة. ويأمل المتحدث ان يكون لإحداث ديوان الخدمات المدرسية الذي سينطلق عمله في السنة القادمة دور للحد من استقطاب التلاميذ ذلك ان من مهامه تطوير الحياة المدرسية عبر تنظيم رحلات خاصة في المناطق الحدودية الى جانب توثيق علاقة التلميذ بالمدرسة .
ودعا المتحدث الاولياء والاساتذة والمجتمع المدني الى الانتباه الى خطورة الوضع وقيام كل طرف بواجبه في التوقي وحماية الناشئة من خطر الاستقطاب الارهابي .وختم حديثه بالقول ان وزارة التربية امضت مؤخرا اتفاقا مع وزارتي الثقافة والشباب والرياضة لفتح كل فضاءات الشباب والثقافة للتلاميذ وتفعيل النوادي منها نوادي السينما والمسرح والفلسفة حتى يقوم التلاميذ بإنتاج اعمال تتلاءم مع ميولاتهم ويستغلوا اوقاتهم في تعلم مهارات مفيدة. .
المواطنة والفكر النقدي
من جهته اعتبر السيد احمد الملولي الكاتب العام للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي ان اصلاح المناهج والبرامج يعد معطى اساسيا لرسم نظرة جديدة تسمح للتلميذ منذ سنوات التّمدرس الاولى بان يتربى على المواطنة . واعتبر ان المنظومة الحالية لا تتضمن تربية فعلية على المواطنة لذلك فان مشروع اصلاح المنظومة التربوية الجديدة سيكون قائما على مفهوم المواطنة مضمونا وليس كمادة تدرّس فقط في التربية المدنية بمعنى انه سيكون هناك تقاطع للمواد في التربية على المواطنة.
وذكر احمد الملولي عضو لجنة قيادة اصلاح المنظومة التربوية انه «على مستوى التمشي فان البعد التلقيني والدغمائي لا يصنع تلميذا فاعلا. لذلك فانه لا بد من تغيير هذا التمشي حتى يكون التلميذ فاعلا في مجال بناء الدروس» واضاف « نفكر في تمشي بيداغوجي جديد قد يتجه نحو العمل وفق نظام الفريق حتى يتدرّب التلميذ على قبول الاخر والحوار وقيم المواطنة والديمقراطية ..كل هذا سيجعل التلميذ مكتسبا للفكر النقدي وقادرا على مراجعة افكاره وتنسيبها وهو ما سيعطيه القدرة على قبول فكر الاخر...علينا ان نعلم التلميذ تنسيب مواقفه والانفتاح على الاخر المختلف..».
نوادي التربية المدنية
الى جانب ذلك يجب ان تكون المدرسة صديقة للطفل تجذبه ويشعر بفخر الانتماء اليها هذا ما ذكره الملولي مضيفا ان تدريب التلميذ على الانشطة الثقافية والرياضية يدربه على الانتماء لمؤسسته التربوية. كما ان لتجربة نوادي التربية المدنية دورا في تدريب التلاميذ على المواطنة لان المواطنة فعل ومشاركة ومشاريع ينجزها التلاميذ ومن المهم ان يكافؤوا عليها ذلك انها تقوم بدور كبير وهذا ما تجلي في الفترة الاخيرة من خلال رد فعل التلاميذ اثر استشهاد امنيين وموطنين في بن قردان ووقوفهم دقيقة صمت ورفعهم لافتات مناهضة للإرهاب واعدادهم لأعمال مسرحية ونشيد جماعي وتحية العلم... كلها انشطة سيسمح تعميقها بان نرى اجيالا جديدة لا تقع فريسة لشبكات الإرهاب.
من الاصلاحات ايضا تقليص الضوارب بين المواد حتى لا ينسى التلميذ باقي التّعلمات المفيدة في تكوين شخصية التلميذ واكتسابه مهارات الحياة .و لتحصين التلاميذ من الارهاب يرى النقابي» اننا نحتاج الى ثورة ثقافية فالمدرسة حاليا هي سوق للأعداد والشهائد في اطار»تسليع» التعليم..نحن في حاجة الى ثورة قيم وثورة ثقافية ورفع قيم المواطنة والنقد والانصاف»
ولم يخف ان رد فعل تلاميذنا وشبابنا حول ما حدث يعطي فسحة امل كبيرة ذلك انها دحضت ما كان متداولا عن وجود حاضنة» للدواعش» في الجنوب. لكن تونس انتصرت على انصار الظلام...
مرض خطير
من جهته عرّف الاستاذ محمد سندي مختص في علم النفس الارهاب نفسيا معتبرا انه «اضطراب فكري وعاطفي ينتج عنه اضطراب سلوكي .ويعتبر الارهاب اضطرابا لان الارهابي يتعلّق بصفة مرضية بالفكر المتطرف ذلك انه يعتقد انها الفكرة الوحيدة الصحيحة لذلك فهو يستميت للدفاع عنها حتى بالقتل». ويضيف ان المشكل انه قتل بدم بارد وراحة «ضمير» لانه يعتبر انه سيجازى على ذلك القتل. لكن ما هي وسيلة الوقاية منه وتجنيب الأبناء بلوغه ؟
عن هذا السؤال اعتبر المختص ان الارهاب مرض خطير كالسرطان وعلاجه لا يكون سوى بالبتر ولا يمكن استئصاله من المصاب به باستثناء المنتمين حديثا للإرهاب قد يكون علاجهم ممكنا.ذلك ان هذه الجماعات لا تؤمن بالحوار ولا تقبل الاختلاف مع الاخر فاما ان يتبع الاخرون رايها او ان تقتلهم وتقصيهم.
لذلك فن الوقاية من هذه الظاهرة تكون بالتوعية وتكوين شخصية منيعة وقوية وهو دور العائلة والمؤسسة التربوية وتنشأة التلاميذ على التسامح والاختلاف والحوار من الصغر وتجنّب القسوة. فشخصية الإرهابي هي شخصية» سيكوباتية « اي انها عاشت طفولة قاسية قامت بتخزينها ثم مارستها مع الاخر. الحل للوقاية من الارهاب هو تعليم أبنائنا ان الاختلاف رحمة منذ الصغر عبر الحوار وتنشئة الأبناء بعيدا عن العنف...
بما ان التصدي للإرهاب لا يكون امنيا فقط فما الذي اعدته مؤسساتنا التربوية لحماية الاجيال القادمة من هذه الآفة حتى لا تبقى تونس اول بلد مصدّر للإرهابيين في العالم ؟
اشار تقرير امريكي نُشر مُؤخرا أن أكثر المقاتلين الاجانب في صفوف «داعش» هم تونسيون وأن عددهم يفوق الخمسة آلاف مقاتل. وتشير الاحداث الاخيرة في بن قردان ان «الدواعش» الذين اعتدوا على بلادهم يحملون جنسيات تونسية وان اعمارهم تناهز اعمار الابطال من القوات المسلحة الذين يتصدون لهم...بل لعلهم درسوا في نفس المعاهد وتلقوا نفس البرامج قبل ان يفرّق الارهاب بين ضمائرهم.
كشفت التحقيقات عن وجود شبكات تختص في تسفير هذه الفئة مقابل مبالغ مالية هامة ومتفاوتة وهناك ارهابيون متخصصون في» دمغجة « التلاميذ واستقطابهم مستغلين انقطاعهم المبكر عن التعليم وظروفهم الاجتماعية الهشة وتكونهم المعرفي المحدود. وقد بينت التحقيقات الدور الذي يلعبه هؤلاء اليافعون في التنظيمات الارهابية بسبب اندفاعهم وسهولة التلاعب بعقولهم.
هجرة الى» داعش»
«الشروق» تحدّثت الى مرب من منطقة رمادة التي شهدت رحلات جماعية الى «داعش» في الاشهر الاخيرة يقول المربي ان عددا لا باس به من التلاميذ الذين درّسهم في هذه المنطقة يحملون افكارا دينية متشددة وهو ما لاحظه من خلال حواره معهم مضيفا ان المنطقة لا تضم دور سينما ولا مؤسسات ثقافية ولا أي فضاء للتثقيف والترفيه من شانه ان يؤطر التلاميذ ويبعث فيهم فرحة الحياة. ولاحظ ان العديد منهم يعتبر ان قضاء ساعات مع مهربين وكسب حفنة من الدنانير انجع من متابعة حصة رياضيات او فيزياء. واعتبر ان تدخل الدولة والمجتمع المدني اصبح ملحا لخلق ثقافة الحياة ودحض ثقافة الموت. ودعا الى تعاون كل مكونات المجتمع لاحتضان التلاميذ قبل وقوعهم في شراك الارهاب. بداية من الاسرة والمدرسة وصولا الى الاصدقاء والجمعيات والساسة..
محاربة الارهاب...
اجمع المختصون الذين تحدثنا اليهم ان جهود مواجهة آفة الارهاب عبر المعالجة الأمنية وحدها لا تكفي بل انها قد تعمّق هذه الظاهرة إذا لم تكن معتمدة بالتوازي مع المقاربات الثقافية والاجتماعية والسياسية والتربوية .فالمراهنة على الأجيال القادمة لبناء مجتمعات سليمة من اهم المشاريع التي على بلادنا العمل عليها بجدّية. ومن بين هؤلاء السيد جلال الحبيب مكلف بمهمة بوزارة التربية الذي ذكر ان «وزارة التربية استبقت الاحداث الارهابية وذلك من خلال القيام بتشخيص حقيقي لواقع المؤسسات التربوية الى جانب الانطلاق في انجاز اول الخطوات في مسار اصلاح المنظومة التربوية اولها صيانة البنية التحتية لهذه المؤسسات ضمن شهر المدرسة وهو اجراء تم اعتماده لتوفير فضاء ملائم للدراسة بالنسبة الى التلاميذ عبر وجودهم في فضاء مريح الى جانب اعادة الاعتبار الى الأنشطة الرياضية والثقافية في المؤسسات التربوية» اجراءات اعتبرها المسؤول كفيلة بان تغيّر مشاعر نفور التلاميذ من التعلم وربط صلة جديدة بفضاء اعتبر في السنوات الاخيرة غير جالب للتلميذ.
مراجعة البرامج..
وواصل المسؤول بوزارة التربية حديثه بالقول ان الزمن المدرسي الجديد الذي سيتم اعتماده خلال السنة القادمة وقد تمّ تحديد ملامحه بصفة ستجعل مساء الاربعاء والجمعة مخصصة للأنشطة الثقافية والرياضية . وبالتالي فان الدروس ستتوقف على الساعة الرابعة مساء لفتح المجال لدروس الدعم وسائر الانشطة التي يقبل عليها التلاميذ من نوادي وتنشيط واعتبر ان الزمن الدراسي له تأثير كبير على نفسية التلميذ وبالتالي على اقباله على التعلم وهو ما من شانه ان يحد من نسب الانقطاع الدراسي حسب رأيه.
وذكر انه بالإضافة الى ذلك انطلقت اللجان في مراجعة البرامج لتحديدها وارساء مشروع مجلس المؤسسة في كل مؤسسة تربوية. علما وان مجلس المؤسسة بلغ مرحلة وضع اللمسات الاخيرة وسيتيح فرصة للتحاور بين المربي والولي والتلميذ واطار التربية حول كل القضايا التي تهم المؤسسة التربوية والمتعلّم منها قضايا الارهاب. واعتبر ان المجلس سيقلّص من بعد الفضاء التربوي عن المجتمع واقتصار دوره على اسناد الاعداد واعتبر ان اغلب قضايا العنف المدرسي تحوم حول مشكل الاعداد والمعدّلات معتبرا ان العنف يعدّ احد مظاهر الارهاب..
دور تشاركي
ولاحظ السيد جلال الحبيب ان التصدي للإرهاب ليس دور وزارة التربية فقط بل انها مسؤولية مشتركة مع الاسرة والمجتمع المدني والامن والاعلام واعتبر ان الدعوة ملحة لكل الاطراف حتى تتقارب للتصدي لهذه المعضلة. ويأمل المتحدث ان يكون لإحداث ديوان الخدمات المدرسية الذي سينطلق عمله في السنة القادمة دور للحد من استقطاب التلاميذ ذلك ان من مهامه تطوير الحياة المدرسية عبر تنظيم رحلات خاصة في المناطق الحدودية الى جانب توثيق علاقة التلميذ بالمدرسة .
ودعا المتحدث الاولياء والاساتذة والمجتمع المدني الى الانتباه الى خطورة الوضع وقيام كل طرف بواجبه في التوقي وحماية الناشئة من خطر الاستقطاب الارهابي .وختم حديثه بالقول ان وزارة التربية امضت مؤخرا اتفاقا مع وزارتي الثقافة والشباب والرياضة لفتح كل فضاءات الشباب والثقافة للتلاميذ وتفعيل النوادي منها نوادي السينما والمسرح والفلسفة حتى يقوم التلاميذ بإنتاج اعمال تتلاءم مع ميولاتهم ويستغلوا اوقاتهم في تعلم مهارات مفيدة. .
المواطنة والفكر النقدي
من جهته اعتبر السيد احمد الملولي الكاتب العام للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي ان اصلاح المناهج والبرامج يعد معطى اساسيا لرسم نظرة جديدة تسمح للتلميذ منذ سنوات التّمدرس الاولى بان يتربى على المواطنة . واعتبر ان المنظومة الحالية لا تتضمن تربية فعلية على المواطنة لذلك فان مشروع اصلاح المنظومة التربوية الجديدة سيكون قائما على مفهوم المواطنة مضمونا وليس كمادة تدرّس فقط في التربية المدنية بمعنى انه سيكون هناك تقاطع للمواد في التربية على المواطنة.
وذكر احمد الملولي عضو لجنة قيادة اصلاح المنظومة التربوية انه «على مستوى التمشي فان البعد التلقيني والدغمائي لا يصنع تلميذا فاعلا. لذلك فانه لا بد من تغيير هذا التمشي حتى يكون التلميذ فاعلا في مجال بناء الدروس» واضاف « نفكر في تمشي بيداغوجي جديد قد يتجه نحو العمل وفق نظام الفريق حتى يتدرّب التلميذ على قبول الاخر والحوار وقيم المواطنة والديمقراطية ..كل هذا سيجعل التلميذ مكتسبا للفكر النقدي وقادرا على مراجعة افكاره وتنسيبها وهو ما سيعطيه القدرة على قبول فكر الاخر...علينا ان نعلم التلميذ تنسيب مواقفه والانفتاح على الاخر المختلف..».
نوادي التربية المدنية
الى جانب ذلك يجب ان تكون المدرسة صديقة للطفل تجذبه ويشعر بفخر الانتماء اليها هذا ما ذكره الملولي مضيفا ان تدريب التلميذ على الانشطة الثقافية والرياضية يدربه على الانتماء لمؤسسته التربوية. كما ان لتجربة نوادي التربية المدنية دورا في تدريب التلاميذ على المواطنة لان المواطنة فعل ومشاركة ومشاريع ينجزها التلاميذ ومن المهم ان يكافؤوا عليها ذلك انها تقوم بدور كبير وهذا ما تجلي في الفترة الاخيرة من خلال رد فعل التلاميذ اثر استشهاد امنيين وموطنين في بن قردان ووقوفهم دقيقة صمت ورفعهم لافتات مناهضة للإرهاب واعدادهم لأعمال مسرحية ونشيد جماعي وتحية العلم... كلها انشطة سيسمح تعميقها بان نرى اجيالا جديدة لا تقع فريسة لشبكات الإرهاب.
من الاصلاحات ايضا تقليص الضوارب بين المواد حتى لا ينسى التلميذ باقي التّعلمات المفيدة في تكوين شخصية التلميذ واكتسابه مهارات الحياة .و لتحصين التلاميذ من الارهاب يرى النقابي» اننا نحتاج الى ثورة ثقافية فالمدرسة حاليا هي سوق للأعداد والشهائد في اطار»تسليع» التعليم..نحن في حاجة الى ثورة قيم وثورة ثقافية ورفع قيم المواطنة والنقد والانصاف»
ولم يخف ان رد فعل تلاميذنا وشبابنا حول ما حدث يعطي فسحة امل كبيرة ذلك انها دحضت ما كان متداولا عن وجود حاضنة» للدواعش» في الجنوب. لكن تونس انتصرت على انصار الظلام...
مرض خطير
من جهته عرّف الاستاذ محمد سندي مختص في علم النفس الارهاب نفسيا معتبرا انه «اضطراب فكري وعاطفي ينتج عنه اضطراب سلوكي .ويعتبر الارهاب اضطرابا لان الارهابي يتعلّق بصفة مرضية بالفكر المتطرف ذلك انه يعتقد انها الفكرة الوحيدة الصحيحة لذلك فهو يستميت للدفاع عنها حتى بالقتل». ويضيف ان المشكل انه قتل بدم بارد وراحة «ضمير» لانه يعتبر انه سيجازى على ذلك القتل. لكن ما هي وسيلة الوقاية منه وتجنيب الأبناء بلوغه ؟
عن هذا السؤال اعتبر المختص ان الارهاب مرض خطير كالسرطان وعلاجه لا يكون سوى بالبتر ولا يمكن استئصاله من المصاب به باستثناء المنتمين حديثا للإرهاب قد يكون علاجهم ممكنا.ذلك ان هذه الجماعات لا تؤمن بالحوار ولا تقبل الاختلاف مع الاخر فاما ان يتبع الاخرون رايها او ان تقتلهم وتقصيهم.
لذلك فن الوقاية من هذه الظاهرة تكون بالتوعية وتكوين شخصية منيعة وقوية وهو دور العائلة والمؤسسة التربوية وتنشأة التلاميذ على التسامح والاختلاف والحوار من الصغر وتجنّب القسوة. فشخصية الإرهابي هي شخصية» سيكوباتية « اي انها عاشت طفولة قاسية قامت بتخزينها ثم مارستها مع الاخر. الحل للوقاية من الارهاب هو تعليم أبنائنا ان الاختلاف رحمة منذ الصغر عبر الحوار وتنشئة الأبناء بعيدا عن العنف...
تلاميذ لكن ارهابيون
- سجن بين 7 و9 تلاميذ وعديد الطلبة بتهم ارهابية
ـ تم منذ 5 اشهر القبض على 3 تلاميذ بتهمة التسلل من تونس للالتحاق بجماعات ارهابية
ـ اعمار المتهمين بين 13 و15 سنة
-استقطاب التلاميذ لانهم بعيدون عن شكوك الامن مما يجعل تحركهم سهلا حسب اعتقاد الارهابيين
ـ استقطاب اطفال يعانون من مشاكل مادية وعائلية
-تتنوع مهام الاطفال او التلاميذ في تنظيم الارهابي منها:
- التخطيط لتدريبهم على استعمال الاسلحة
ـ توفير مؤونة غذائية للإرهابيين في الجبال
ـ مراقبة تحركات الوحدات الامنية
ـ دعم الارهابيين على صفحات التواصل الاجتماعي
ـ توفير هواتف جوالة للعناصر الارهابية
ـ تم منذ 5 اشهر القبض على 3 تلاميذ بتهمة التسلل من تونس للالتحاق بجماعات ارهابية
ـ اعمار المتهمين بين 13 و15 سنة
-استقطاب التلاميذ لانهم بعيدون عن شكوك الامن مما يجعل تحركهم سهلا حسب اعتقاد الارهابيين
ـ استقطاب اطفال يعانون من مشاكل مادية وعائلية
-تتنوع مهام الاطفال او التلاميذ في تنظيم الارهابي منها:
- التخطيط لتدريبهم على استعمال الاسلحة
ـ توفير مؤونة غذائية للإرهابيين في الجبال
ـ مراقبة تحركات الوحدات الامنية
ـ دعم الارهابيين على صفحات التواصل الاجتماعي
ـ توفير هواتف جوالة للعناصر الارهابية
لنُشِر بدايةً إلى أنّ الإرهاب هو فعل عنيف موجّه نحو الآخر بغاية «معاقبته» إمّا لشخصه أو لما يمثّله باعتبار انتمائه إلى مهنة أو دين أو عرق أو حزب أو جنسيّة. وعليه فإنّ جذور الإرهاب متّصلة في عمقها باعتقادات ثلاثة: أوّلها اعتقاد المعتدي أنّ عدم مشاركة أحدهم انتماءه هو أمر يستحقّ العقاب، وثانيهما اعتقاده أنّ العقوبة لا يمكن أن تكون إلاّ بسلب «المخالِف» حقّه في الحياة، وثالثهما اعتقاده أنّه مخوَّلٌ لتنفيذ هذه العقوبة.
من هذا المنطلق، فإنّ الإجابة عن سؤال «كيف نحمي تلاميذنا من الإرهاب؟» تتطلّب البحث في سبل حمايتهم من الوقوع في فخّ هذه المعتقدات، ولا يكون ذلك إلاّ بتنشئتهم على احترام حقّ الآخر في أن يكون مغايرا لنا، وعلى الاقتناع بأنّ الاختلاف هو الأصل في المخلوقات، وأنّه سنّة الله في الكون، وأنّ الحكمة الإلهيّة قد جعلتنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل. فالقبول بالاختلاف هو إذن أوّل الأسوار وأمنعها لحماية ناشئتنا من خطر الإرهاب، وهو أمر فطريّ جبل الإنسان عليه، نلاحظه بكلّ يسر مثلا في سلوكيّات الطّفل الصّغير الذي لا يختار أصدقاءه على أساس اللّون أو الدّين أو الجنسيّة.
إنّ رفضَ الآخر الممهّدَ للإرهابِ هو إذن أمر مكتسَبٌ مردّه تنشئةٌ شهدت في مرحلة من مراحلها نقصا أو خللا ما، وعليه فنحن مطالبون بإقدار تلاميذنا على التّفكير في ذواتهم والارتقاء بشخصيّاتهم انطلاقا من أنموذج قيميّ راقٍ على المدرسة أن تساعدهم في استكشافه وبنائه بعيدا عن أساليب التّلقين العقيمة عديمة الأثر، فمعرفةُ الذّات وتمثّلُ منزلتها في محيطها بأبعاده المختلفة، والقدرةُ على نقدها والارتقاءِ بها هي السّور الثّاني الحامي من خطر الإرهاب.
أمّا السّور الثّالث، فهو إقدار تلاميذنا على التّفكير النّقديّ القائم على التّحليل والاستنتاج لا على الحفظ والاسترجاع دون فهم. فالتّلميذ القادر على التّمييز والإدراك لن يكون فريسة سهلة لمن يسعى إلى التّغرير به وشحنه بما يمكن أن يجعل منه في المستقبل القريب أو البعيد شخصا عنيفا أو إرهابيّا.
وهنا نصل إلى السّور الرّابع، وهو التّقليص قدر الامكان من فرص احتكاك التّلاميذ بمثل هؤلاء الدّاعين إلى العنف والإرهاب سواء في القسم والمدرسة، أو في الشّارع والفضاءات العامّة، أو في الأسرة ومع الأقارب، أو على الشّبكات الاجتماعيّة وسائر أدوات التّواصل الالكتروني.
إنّ مقولة «الوقاية خير من العلاج» تأخذ كلّ معناها عند تناولنا لهذه المسألة بالذّات، حيث بيّنت التّجارب أنّه من الصّعب جّدّا معالجة النّزعة إلى العنف والإرهاب متى تمكّنت من صاحبها، سواء كانت هذه المعالجة أمنيّة أو نفسيّة أو اجتماعيّة. إنّ كلّ من يتّخذ هذا المنهج هو في حدّ ذاته طاقة مهدورة كان يمكن أن توظّف لخدمة أسرته وإصلاح مجتمعه، فضلا عمّا يمكن أن يتسبّب فيه من هدر إن هو مرّ من الفكر والتّخطيط إلى الفعل والتّنفيذ، وعليه فإنّ أفضل وقاية من الإرهاب هي توفير التّربية الملائمة المحقّقة لما سبقت الإشارة إليه من أهداف، ومحاربة أسباب الإحباط واليأس الدّافعين إلى العنف والإرهاب. إنّ أفضل الحلول وأنجعها وأقلّها كلفة إنسانيّا ومادّيّا هي مرافقة أبنائنا في بنائهم لشخصيّاتهم المتوازنة السّويّة، وجعلهم ينظرون إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، ويومنون بقدرتهم على تغييره نحو الأفضل، لأنّهم بالفعل جديرون بذلك وقادرون عليه.
سليم قاسم
رئيس الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم
من هذا المنطلق، فإنّ الإجابة عن سؤال «كيف نحمي تلاميذنا من الإرهاب؟» تتطلّب البحث في سبل حمايتهم من الوقوع في فخّ هذه المعتقدات، ولا يكون ذلك إلاّ بتنشئتهم على احترام حقّ الآخر في أن يكون مغايرا لنا، وعلى الاقتناع بأنّ الاختلاف هو الأصل في المخلوقات، وأنّه سنّة الله في الكون، وأنّ الحكمة الإلهيّة قد جعلتنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل. فالقبول بالاختلاف هو إذن أوّل الأسوار وأمنعها لحماية ناشئتنا من خطر الإرهاب، وهو أمر فطريّ جبل الإنسان عليه، نلاحظه بكلّ يسر مثلا في سلوكيّات الطّفل الصّغير الذي لا يختار أصدقاءه على أساس اللّون أو الدّين أو الجنسيّة.
إنّ رفضَ الآخر الممهّدَ للإرهابِ هو إذن أمر مكتسَبٌ مردّه تنشئةٌ شهدت في مرحلة من مراحلها نقصا أو خللا ما، وعليه فنحن مطالبون بإقدار تلاميذنا على التّفكير في ذواتهم والارتقاء بشخصيّاتهم انطلاقا من أنموذج قيميّ راقٍ على المدرسة أن تساعدهم في استكشافه وبنائه بعيدا عن أساليب التّلقين العقيمة عديمة الأثر، فمعرفةُ الذّات وتمثّلُ منزلتها في محيطها بأبعاده المختلفة، والقدرةُ على نقدها والارتقاءِ بها هي السّور الثّاني الحامي من خطر الإرهاب.
أمّا السّور الثّالث، فهو إقدار تلاميذنا على التّفكير النّقديّ القائم على التّحليل والاستنتاج لا على الحفظ والاسترجاع دون فهم. فالتّلميذ القادر على التّمييز والإدراك لن يكون فريسة سهلة لمن يسعى إلى التّغرير به وشحنه بما يمكن أن يجعل منه في المستقبل القريب أو البعيد شخصا عنيفا أو إرهابيّا.
وهنا نصل إلى السّور الرّابع، وهو التّقليص قدر الامكان من فرص احتكاك التّلاميذ بمثل هؤلاء الدّاعين إلى العنف والإرهاب سواء في القسم والمدرسة، أو في الشّارع والفضاءات العامّة، أو في الأسرة ومع الأقارب، أو على الشّبكات الاجتماعيّة وسائر أدوات التّواصل الالكتروني.
إنّ مقولة «الوقاية خير من العلاج» تأخذ كلّ معناها عند تناولنا لهذه المسألة بالذّات، حيث بيّنت التّجارب أنّه من الصّعب جّدّا معالجة النّزعة إلى العنف والإرهاب متى تمكّنت من صاحبها، سواء كانت هذه المعالجة أمنيّة أو نفسيّة أو اجتماعيّة. إنّ كلّ من يتّخذ هذا المنهج هو في حدّ ذاته طاقة مهدورة كان يمكن أن توظّف لخدمة أسرته وإصلاح مجتمعه، فضلا عمّا يمكن أن يتسبّب فيه من هدر إن هو مرّ من الفكر والتّخطيط إلى الفعل والتّنفيذ، وعليه فإنّ أفضل وقاية من الإرهاب هي توفير التّربية الملائمة المحقّقة لما سبقت الإشارة إليه من أهداف، ومحاربة أسباب الإحباط واليأس الدّافعين إلى العنف والإرهاب. إنّ أفضل الحلول وأنجعها وأقلّها كلفة إنسانيّا ومادّيّا هي مرافقة أبنائنا في بنائهم لشخصيّاتهم المتوازنة السّويّة، وجعلهم ينظرون إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، ويومنون بقدرتهم على تغييره نحو الأفضل، لأنّهم بالفعل جديرون بذلك وقادرون عليه.
سليم قاسم
رئيس الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم
المدارس تناهض العنف
اثر أحداث بن قردان دعت وزارة التربية كل أفراد الاسرة التربوية من تلاميذ ومربين الى الوقوف دقيقة صمت بعد تحية العلم بكافة المدارس الابتدائية والاعدادية والمعاهد الثانوية ترحما على أرواح شهداء الوطن الذين سقطوا في العملية الارهابية. والملاحظ ان التلاميذ عبروا بطرق عفوية مختلفة عن وقوفهم مع الامن والجيش في كل المؤسسات التربوية ومناهضتهم للإرهاب .
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire